الجملُ المُدخن!!!
هذه القصة على مافيها من إغراب وعجب إلا أنني قد سمعتها من فم صاحبها وقد أقسم على حدوثها
وهو ثقةٌ عندي -احسبه كذلك والله حسيبه ولاأزكي على الله أحد- .
قال لي صديقي :
لي صديقٌ يعمل معي وهو من أهل البادية
وكان دائماً يُحدثني عن مساكن أهله في البر ومافيها من صفاء ونقاء وفرصة سانحة للخلوة بالنفس والتفكر والتعود على شظف العيش وقسوة الحياة ..
وذات مرة عرض عليَّ أن نتقدم بطلب إجازة ونذهب سويةً لقضاء فترة هناك.
فوافقت دون تردد.
وفعلاً حصلنا على الإجازة وتوجهنا للبر حيث يسكن أهله , وكان عند أهله مجموعة كبيرة من الحلال مفرقةً ما بين أبل وغنم .
وماأن وصلنا للبر حتى استقبلونا بكل الحب والحفاوة والتراحب.
وماحدث:
أنه كان لصديقي أخٌ يقوم برعي الأبل الخاصة بهم.
ثم قام الأبُ بإحضار راعٍ
لرعي الأبل
فترك الولد رعي الأبل وتكفل الراعي الجديد بذلك.
((وللأبل كبيرٌ يُسمى الفحل فإذا أراد من يرعى الأبل أن يقوم برعيها فما عليه إلا أن يُقيد هذا الفحل بجواره ولن تتبعد بقية الأبل عن الفحل مهما حدث -مالم تكن الأبل في مأمن تذهب لوحدها مع فحلها وتعود-))
وعندما ترك الولد رعي الأبل مرض الفحل مرضاً شديداً وامتنع عن الطعام والشراب فقام الوالد بإحضار طبيب بيطري من أهل البادية فجاء الطبيب -وهو رجلٌ مسن- فقام بفحص الفحل وقال:
هذا الجمل قد تعود على أمرٍ ما وقد افتقده فلتبحثوا عن هذا الأمر؟؟!!
استدعى الأب الولد الصغير وقال له:
على ماذا عودت الجمل ؟؟؟
فسكت الغلام ولم ينبس ببنت شفة!!
فسأله أبوه ثانية :
ولم يُجب!!وأنكر انكاراً شديداً أن يكون قد عودَّ الفحل على أي شيء!!!
وبالترغيب تارة وبالترهيب تارة .
طلب الولد من أبيه الأمان ...
فأعطاه إياه على مضض .
فقال أنا أُدخن .....
وقد كنت أضع سيجارة في أنف الجمل كل يومٍ تقريباً !!!!
فتبسم الطبيب وقال : هذا هو الأمر ..
فسأله الوالد :
وماالحل؟؟
فقال الطبيب أحد أمرين :
إما أن يُذبح..
أو
أن تتركوه يُدخن!!!!
((وهو فحل مو صغير وعاقل ويعرف مصلحة نفسه وهاذي صحته وهو حر فيها إن شاء الله لو يلعب قمار هو حر!!))
وكان الخيار الثاني!!!
يقول صديقي -والله الذي لاإله إلا هو - لقد كنت أسمعهم في الصباح الباكر ينادي منادٍ :
أين(بكت) الجمل ؟؟!!
((وكان الفحل يشرب نوعاً من السجائر معروف ومشهور على لونين أحمر وأبيض وكان هو يشرب الأحمر))!!!
ويقول كانت علبة السجائر تُفتح أمامي وفي الصباح الباكر وتُشعل سيجارةً سيجارة وتُوضع في فتحة أنف الفحل فيشفطها بسحبة واحدةً ثم ينفرها بعيداً وهكذا حتى تنتهي علبة السجائر !!!!
وبعدها يتحرك الفحل بكل نشاط وقوة !!!!
يقول الرجل:
تركت البر ومازال الفحلُ يُدخن !!!!!!!